قصر الزهرة

يقع قصر الزهراء بالجهة الجنوبية الشرقية من مدينة تطاوين التي تبعد عنه 25 كيلومترا بالعمادة التي تعرف حاليا بعمادة قصر الزهراء نسبة إلى القصر الذي استقر بجواره أحفاد وأبناء مؤسسيه. يحتل القصر شكل مستطيل الأضلاع خاصة بالجهة الجنوبية والشرقية حيث يتسع بهذه الجهة وتستدير أطرافه ويتكون القصر من جزءين جزء قديم وجزء حديث تفصل بينهما سقيفة ويحتوي القصر على 314 غرفة بكل الجزءين وتتكون جل غرف القصر أكثر من خمسة طوابق .

يعد هذا الجزء من القصر أقدم من الجزء الذي يقع خارج سقيفة مدخل القصر وهو يحتل شكل مربع من الداخل ويتكون من سقيفة مسقوفة بخشب الزيتون يعلوها غرف على شكل برج للمراقبة وتفضي السقيفة الى صحن مكشوف تفتح عليه غرف القصر الواحدة تلو الأخرى بكل الواجهات على شكل سلسلة ويبلغ طول غرف القصر مابين خمسة أو ستة أمتار أما العرض مابين 2.20م و2.60م وللربط بين الطوابق صممت مدارج بين كل غرفتين مدرج مشترك يؤدي للطابق العلوي وكان البناء حكيما في توزيع المدارج التي تؤدي إلى الطوابق العلوية، كما أن البناء ترك الأركان أي زوايا القصر خالية من الغرف على شكل ممر شيق يفصل الواجهات عن بعضها البعض وذلك لتقوية تماسك البناء لأن البناء عمد الى ربط الواجهتين المتجاورتين بأعواد زيتون على شكل قناطر لشد أركان القصر وهذه الظاهرة نجدها في قصر أولاد سلطان الذي تحدثنا عنه في العدد الفارط.

ويتميز قصر الزهراء بظاهرة معمارية تميزه عن باقي القصور حيث تظهر الغرف العلوية للمشاهد على شكل مدارج مما يوحي بأن غرف الطابق الثاني تبدو أقل طولا من الغرفة التي أقيمت عليها ومداخل الغرف تبعد قرابة 0.90م عن مدخل الغرفة التحتية. كما هناك خاصية معمارية تميز هذا القصر لم نجد لها أثرا في القصر القديم وغيره من القصور الأخرى إلاّ قصر أولاد سلطان فإنه يشترك في هذه الظاهرة المعمارية حيث أنه يوجد مابين الغرفة والغرفة بالطابق الأرضي غرفة صغيرة لها مدخل صغير.

والجزء القديم من القصر غني بالزخارف الهندسية والنباتية والرموز البربرية وبه لوحة جبسية نقش عليها اسم البناء وسنة1319، رجح الباحثون إلى امكانية تدوين تاريخ تأسيس القصر.

يحتل الجزء الحديث من القصر شكلا مستطيلا به صحن مكشوف تفتح عليه غرف القصر المتكونة من أربعة طوابق وغرف هذا الجزء مثل غرف الجزء القديم مقببة وقليلة العرض وهذا الجزء حديث التأسيس وبه ثلاثة مداخل مدخل بالواجهة الشرقية ومدخل بالركن الجنوبي الشرقي ومدخل بالركن الجنوبي الغربي وهذه المداخل رجح الباحث في علوم الأثار علي الثابتي في تصريح لـ”30 دقيقة” أنها حديثة وأن المدخل الرئيس لهذا الجزء هو المدخل الذي يوجد بالجهة الشرقية بلا سقيفة وقد شهد القصر أشغال صيانة مختلفة حيث تم إحداث خزان لحفظ الماء لأشغال الصيانة بالجزء الحديث من القصر وأزيل الستاك الشمسي بكل قباب الغرف العلوية لصيانة الغرف من تسرب ماء المطر لأن القباب كانت توشك على الانهيار بسبب قلة الصيانة والتعهد ثم أعيد الستاك الشمسي بعد تنظيف القباب من الكلس القديم وتقوية قباب الخزف بالجبس كما تمت صيانة المدارج وترفيع البعض منها كما رممت الواجهات الخارجية للقصر

ولا يزال القصر على ملك أصحابه ووظفت عدة غرف للتجارة كما يوجد بإحدى الغرف جزار ووظفت ساحة القصر خاصة ساحة الجزء المضاف كسوق أسبوعية كما يستعمل القصر في الأنشطة الثقافية كالمهرجانات الصيفية وخاصة المهرجان الدولي للقصور الصحراوية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *