موقع سطح القمر “الصمار” تطاوين
سُمّي موقع سطح القمر بهذا الاسم بسبب التشابه الكبير بينه وبين سطح القمر، فعند الوصول إليه ستشعر وكأنك سافرت إلى الفضاء، إذ يمتاز بالتكوينات الصخرية ذات الأشكال الغريبة والألوان المتنوّعة، فمنها ما يُشبه شكل الفطر، ومنها ما يتمتّع بلونه الأحمر والأسود القاتم والبني والفضي، وتتخلل بعض صخوره عين مياه تُضفي عليه رونقاً وسحراً لا مثيل له، فلا تفوّت على نفسك فرصة رؤية هذا المعلم الطبيعي المُبهر.
غير بعيد عن مدينة “الصمار” بولاية تطاوين جنوب شرقي تونس، يوجد موقع “عين شرشارة” الذي بات يعرف اليوم باسم “سطح القمر“.
في ذلك المكان حيث الصخور تتخذ أشكالا فطرية بألوانها الحمراء، فتسافر بك للحظات حتى تكاد تخال أنك على سطح “القمر” فعلا.
ومنذ فترة يسعى سكان “الصمار” إلى التسويق للموقع واستثمار جماليته سياحيا، ليصبح وجهة للتونسيين والأجانب في العطلات والمناسبات.
الموقع الطبيعي يقع على بعد 15 كم من مركز المدينة، ويمتد على نحو 5 هكتارات من الصخور المتحجرة بسبب الانجرافات المائية.
ويمتاز بمئات الصخور الترابية الكبيرة التي تغطي المكان، ويصل ارتفاعها إلى 120 سنتيمترا، في حين لا تتجاوز آلاف الصخور الأخرى الصغيرة، متناثرة في كامل أرجاء الموقع، 50 سم.
ويغطي اللون الأحمر كامل هذه الصخور، فيما يوجد الأسود على سطح البعض منها، كما نحتت خطوط لولبية على العديد من الصخور الكبرى.
وتتخذ الصخور أشكالا هندسية متنوعة تشبه إلى حد كبير أشكال الفطر، وتشكل في ما بينها لوحات فنية متناسقة.
يقول الهادي بن جديان الناشط بالمجتمع المدني: نحاول منذ سنة التسويق للموقع الطبيعي كوجهة سياحية تضاف إلى العديد من المعالم الأثرية، كالقصور السهلية، والمتحف الموجود وسط المدينة.
ويضيف في حديثه ، “أصبح موقع سطح القمر اليوم مزارا للعديد من التونسيين والأجانب، إضافة إلى الباحثين والطلبة في علوم الجيولوجيا“.
وتجرى حتى الآن بحوث علمية حول الموقع، يشرف عليها الديوان الوطني للمناجم (حكومي)، وفق تصريح الناشط المدني.
من جانبه، يقول الباحث التونسي في الديوان الوطني للمناجم الحبيب علجان ، إن تاريخ الموقع يعود إلى العهد الترياسي (بين 200 و230 مليون سنة) وهو العصر الذي شهد ظهور الديناصورات.
ويضيف أن الأكوام الترابية المتحجرة الموجودة بالمكان ناتجة عن الانجرافات المائية، ومفعول الرياح على مر أكثر من 200 مليون سنة، خاصة أنها منطقة ملحية.
ويوضح أنه بالنسبة إلى جغرافية المكان، فهو يقع في منخفض مع وجود طبقة جيولوجية تجمع بين عيون المياه والتراب والرمال المتحجرة، وأدى انجراف الماء والريح إلى تكوين تلك الصخور.
ولفت إلى أن اسم “سطح القمر” أطلق على هذا الموقع لأن المشاهد الموجودة فيه من صخور حمراء وطريقة انتشارها تشبه إلى حد كبير مشهد سطح القمر.
أما محمد الروّان رئيس جمعية القصور السهلية بالصمار (غير حكومية)، فيؤكد أنه تم اكتشاف أهمية الموقع منذ ما يقارب السنتين فقط.
ويضيف: كنا في السابق لا نعيره أي اهتمام، حتى أننا كنا نطلق عليه تسمية السبخة أو الشعبة الحمراء (مكان تجتمع فيه المياه) نتيجة لون الصخور الموجودة هناك.
وسمي المكان “عين الشرشارة” نتيجة العين المائية الموجودة على مقربة منه، وفقا لرئيس الجمعية.
ويتابع محمد الروان: “منذ أكثر من عام زار هذا الموقع عدد من العلماء والباحثين في الجيولوجيا، واكتشفوا التشابه الكبير بينه وبين سطح القمر، وحينها أطلق عليه “سطح القمر“. (عن الحبيب الشعباني بتصرف)